قضم إيراني تدريجي للعراق

TT

> تعقيبا على خبر «وزارة النفط العراقية تنفي تقارير ميدانية عن احتلال إيران بئرين نفطيتين أخريين» المنشور بتاريخ 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي أقول: مؤلم حقا ما وصل إليه حال العراق من ذل ومهانة. وزارة النفط تتنصل كعادتها في من كل مسؤولية تقع عليها بعد فشلها الذريع في إدارة ثروات العراق. هل هناك فرق بين وضع العلم على البئر أو على الساتر الذي أقامه الإيرانيون حولها؟ هذه تبريرات واهية ودفاع غير مباشر وتواطؤ مع الاحتلال الإيراني للأراضي العراقية، وفوق هذا كله يصرح السفير الإيراني (المندوب السامي في العراق) محملا العراق مسؤولية ما حصل لتقدم قوات عراقية إلى البئر! ولا أحد من الحكومة العراقية يجرؤ أن يرد عليه بما يستحق. نوايا الإيرانيين واضحة، فمن يريد التفاوض لا يقوم باحتلال عسكري، وإيران تمهد لاحتلال العراق لملء الفراغ الذي سيحصل بالانسحاب الجزئي للقوات الأميركية، وتتبع طريقة القضم على مراحل لفرض سياسة الأمر الواقع على العراق ومساومته حول المكتسبات التي تريدها في أرضه وثرواته لإدراكها ضعف العراق وعدم قدرته على الرد العسكري.

محمد سعيد العراقي – الأردن [email protected]