عولمة التنمية... تحقيقها يتطلب مؤهلات ومقومات

TT

يسجل المراقبون ومتتبعو الاحداث العالمية، كل يوم تقريبا، حدوث حالات وظواهر معينة تتركز في قطر من أقطار العالم. ويبدو ذلك أمراً بديهيا، لكن سرعان ما تتطور تلك الظواهر لتنتقل بعد ذلك الى قطر آخر ثم الى أقطار أخرى، وقد تصبح ظاهرة عالمية. ومن الامثلة على ذلك، ظاهرة الارهاب وانتشار الامراض والأوبئة الفتاكة، وتعطل أجهزة الكومبيوتر... لكن الأمر هنا يختلف تماما عما ذكر في السابق، حيث ان ما يتم اشاعته منذ سنوات هو أمر ايجابي، على الأقل في ظاهره وفيه خير كل شعوب العالم، الأمر يتعلق بعولمة التنمية، أو بمعنى آخر جعل التنمية قضية وهدفا دوليا. ولعل المعني أكثر بهذا الشأن هو دول الجنوب، التي ما فتئت تطالب بضرورة توفير الظروف الملائمة للنهوض باقتصاداتها التي تعاني الكثير من المشاكل والعوائق، ولا تفوت أي فرصة لاجتماع مؤسسة أو منظمة دولية إلا ويتم التذكير بالالتزامات الواقعة على عاتق دول الشمال تجاه دول الجنوب من أجل فسح المجال أمامها للالتحاق بركب التنمية العالمية.

ان اندماج دول العالم بكاملها في اطار برامج التنمية العالمية، ليس بالأمر الهين، خصوصا على دول الجنوب، فلأجل تحقيق تنمية عالمية لا بد من أسس اقتصادية متينة تقوم عليها هذه التنمية، وذلك لن يتحقق إلا اذا تضافرت جهود مختلف الدول. إن الحديث عن عولمة التنمية يفترض أولا وجود المؤهلات والمقومات لتحقيق ذلك، من بنية تحتية قوية وموارد اضافية وكفاءات عالية وشفافية في المعاملات المالية. والقادر على مواجهة العولمة هو من يعيش تنمية وطنية قبل ان ينتقل الى التنمية العالمية.