بيان يضفي شرعية على التطرف

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «يا علماء اليمن ما هذا؟»، المنشور بتاريخ 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن بيان علماء الدين اليمنيين يمثل بإشاراته خطاب ضمان ومظلة لشرعنة تفشي التنظيم المتطرف في اليمن، ومن ثم تدمير منطق الدولة وكيانها لصالح منطق العبثية والتلاعب بحياة ومستقبل ملايين البشر، حيث يعاد عرض السيناريو الأفغاني ولكن باللغة العربية. فالعلماء الأجلاء رسموا الصورة مسبقا لما قد يحدث من تدخل أي طرف أجنبي - حق سيادي للدولة - وبأي شكل كان. وذلك في الوقت الذي يواجه اليمن تحديات صعبة، ويقاتل على أكثر من جبهة لقطع الطريق على محاولات كل من يسعى لتحويله إلى ساحة لصراع الآخرين. فتحت أي عنوان يمكن تسمية هذا البيان؟! وأين تكمن مصلحة وطنهم ومواطنيهم الذين يكابدون مشكلات عظاما تمس واقعهم وحياتهم المعيشية؟ أليس معالجة تلك المشكلات والتصدي لها في حاجة إلى إعلان الجهاد الأكبر؟ فليس من مصلحة أحد السكوت أو التغاضي عن وجود تلك التنظيمات التخريبية، بفكرها المأزوم الذي كلف المسلمين دولا وأفرادا حول العالم، خسائر كبيرة، وأتاح الفرص المنتظرة للمتربصين ليلجوا منها ويحققوا ما خفي في أنفسهم من عداء واستهداف للأمة المسلمة.

أحمد القثامي [email protected]