من يجرؤ على قول لا

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «نعم ولا»، المنشور بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: يذكرني العنوان بالنظام الانتخابي في بلدي بين سبعينات القرن الماضي وتسعيناته، حين كان يتم تحويلها إلى استفتاءات بنعم أو لا. وكان المواطنون البسطاء والأوفياء يصوتون بنعم، ويحتفظون لأنفسهم بالـ «لا»، فلا يقولونها علنا إلا في بيوتهم وأمام أبنائهم. كنت صغيرا، وكان أبي يعود لنا بـ«لائه» ويزيدنا حماسة. كنت أصدق ظانا أنها ما كتبه وألقى به في الصندوق، وأشعر بالفخر والاعتزاز، وبالخوف أيضا من أن تتسبب في خراب بيتنا. وبمرور الزمن تأكد لي ولأمثالي أن آباءنا كانوا لا يقولون «لا» إلا لنا في البيت، أما «نعم» فكانت تستقر دائما في صناديق السياسات المفروضة علينا وعلى آبائنا وأجدادنا.

عبد الحكيم المرابط - إسبانيا [email protected]