الخطابة الصوتية والخطاب السياسي

TT

* تعقيبا على مقال محمد النغيمش «إن من البيان لسحرا»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن هناك خلطا بين الخطابة بالمفهوم العربي وقدرة الشخص على الاتصال والإقناع، وبين الخطاب السياسي. فالخطابة واستخدام المقامات الصوتية المختلفة، الهادئ منها والمتشنج، إلى جانب جماليات اللغة للتأثير على المتلقي، هي إطار صوتي فقط لموضوعات قد تكون هادفة صادقة، وقد تكون منافقة هدفها الرياء والخداع، وهي ما نصفه بالعنترية. أما النموذج الأميركي، فمثاله الأقرب هو أوباما. فهو يجيد الخطابة، وإن اختلفنا على ما يطرحه، ومدى مصداقيته. أما فنون الاتصال فمختلفة، والخطاب السياسي يختلف، ونادرا ما يرفع فيه الصوت أو تستخدم فيه الحجج والحيل والمكر للوصول إلى غاية ما، ومثال ذلك على مستوى الرئاسة الأميركية بيل كلينتون، الذي لم يستخدم في حادثة التحرش مثلا، خطابة صوتية، بل خطابا سياسيا لعب فيه بطريقة درامية على المصارحة والاعتراف، بوقوعه في المحظور في محاولة منه لاستعطاف الشعب. فإذا كان من المفيد أن نعلم أولادنا الخطابة كلغة وبلاغة وشعر، فعلينا أن ندرك أيضا، أنها مجرد إطار صوتي رائع لمضمون يجب أن لا يكون فارغا من رؤية هادفة صادقة.

عبد الخالق الشناوي إسماعيل [email protected]