أحلام الثورة وكوابيسها

TT

> تعقيبا على مقال حسين شبكشي «كشف المستور»، المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن التجارب أثبتت أن ليس كل الشباب يصلحون لقيادة الدول، وأن للخبرة دورا كبيرا، فالدول ليست شركات يمكن لها أن تكسب وأن تخسر، ذلك أن مكسبها وخسارتها يهمان فردا أو مجموعة أفراد، أما الدول فخسائرها تكون جراحا غائرة وتسبب نزيفا لا يتوقف إلا بعد فترة طويلة من الزمن. لقد كان من الخطأ انفراد شباب «ثورة يوليو 1952» بالسلطة. لقد أخذتهم النشوة، وأصدروا قرارات غير مدروسة، كان الهدف منها اكتساب مودة الشعب، فقرار الإصلاح الزراعي كان له أثر سلبي كبير، فقد أدى إلى تفتيت الملكيات الزراعية. أما قرارات التأميم، فقد عادت على البلاد واقتصادها بالخراب. وجميع الشركات التي تم تأميمها تمنى الآن بخسائر فادحة، وتمت تصفية معظمها. كنا نغني مع عبد الحليم حافظ «تفوت على الصحرا تخضر»، لكن الحقيقة هي أننا كنا نفوت على المزارع تتصحر. نمنا نوما عميقا بمخدر الخطب الرنانة، وكتابات كاتب الثورة الأوحد، نحلم أحلاما وردية، سرعان ما انقلبت إلى كابوس.

يحيي صابر شريف (مصري) - السعودية [email protected]