علمانية تركيا وسر نجاحها

TT

> تعقيبا على مقال رضوان السيد «الدولة والإسلاميون والشعبويات المتجددة»، المنشور بتاريخ 26 فبراير (شباط) الماضي، أقول: إن شعبوية حزب العدالة والتنمية التركي وشعبيته، تعودان مباشرة إلى النجاح الكبير الذي حققه الاقتصاد التركي. وهذا النجاح لا يعود لجهود حكومة بعينها، بل لطبيعة نظام الاقتصاد الحر (الرأسمالي) وللنهج العلماني الذي قرب تركيا من أوروبا الغربية ومن الاقتصاد العالمي. فماذا يمكن أن يحدث لهذا الاقتصاد وذاك النمو، لو قرر القائمون على حزب العدالة والتنمية أن يتحولوا مثلا، من سياسيين مسلمين إلى إسلاميين سياسيين، وطبقوا ما يفرضه عليهم ذلك؟ يظن الكاتب الأميركي فريد زكريا، أن الطريق إلى الرفاهية الاقتصادية تمر من خلال نظام ديمقراطي. وأنا أرى العكس، أي أن النظام الديمقراطي هو وليد ونتيجة للرخاء الاقتصادي الناتج من اقتصاد حر يقوم بتقليص دور الدولة في حياة شعبها ويحرر الناس من الاعتماد عليها في حل مشاكلهم، سواء في توفير فرصة العمل أو تسيير أمورهم اليومية. إذ يتولى الناس ذلك من خلال القطاع الخاص، بعد ذلك يأتي دور الدولة الديمقراطية، ليس فقط لتطبيق القانون بل لحماية حقوق الشعوب أيضا. التجربة التركية نتيجة مباشرة للنظام العلماني الديمقراطي وليست نقيضه. نبيل محمود هنية - الولايات المتحدة [email protected]