ما أجمل المراثي الصادقة

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «إلى رجل رحل بسلام..» المنشور بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي، أقول: كم هي جميلة ومؤثرة قصص الرثاء الصادقة، التي تُعبر عن أحاسيس إنسانية مُرهفة. وكم كان المرثي كبيرا في عفتهِ، كي يؤتمن، حارسا للأسرة ومُجيرا للنصيحة. الكاتب أسعد مني، لأنه ملك الفرصة لأن يرثي إنسانا رائعا في هذه الحياة المتوحشة، تعبيرا عن وفائه. أما أنا فلم تُتح لي فرصته، قبل ثلاثة أشهر، عندما جاءتني الفجيعة. كان لي إنسان وفيّ مثله، إنسان رائع ومهندس بارع، منذ أيام الكلية، وامتدادا، على مدار ثلاثة عقود. كان الكاتب يضع في بطن كفه كف ذلك الإنسان ويبكيه، وهو يدلي بوصيته، بينما أنا.. سنون وآلاف الأميال تفصلني عن نظيره. في هذا الشتاء الجليدي، لم يعد لي من مُتاح، غير أن أستعيد روحه، روح المرح البريء، المفعم به حتى في أكثر الأيام اسودادا، تماما مثل صديق الكاتب.

منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]