الخطر المحدق بالأمة يفرض على الجميع تجاوز الخلافات ومرارة الأحداث

TT

الكويت والكويتيون اصحاب قلب كبير وأياد بيضاء لا ينكرها اي فرد منا كعرب. ولأن الكويتيين وقد حباهم الله ويسر لهم من نعم العيش الا انهم لم يبخلوا ولم ينسوا اخوانهم الذين ضاقت بهم سبل الحياة. فالكويت على مر التاريخ مدت يداها الى كل عربي ومسلم من دون منٍ او اذى وسخرت الكثير من امكاناتها لدعم وتأسيس المشاريع التنموية في كثير من البلدان العربية.

وبعد الاحتلال والتحرير ورغم مرارة الاحداث والمواقف المختلفة للقادة السياسيين في البلدان العربية والتستر على حق الكويت والكويتيين المشروع الا ان الكويت ورغم مرارة الألم تجاوزت عن كل ذلك وظلت كالعهد بها مع كافة الدول العربية ايمانا منها بان هذه المواقف لا تمثل الشعب الذي يكن كل الحب للاخوة في الكويت ولان الكويتيين اصحاب قلب كبير وعفو وترفع غضوا الطرف على جراحات الماضي رغم التعقيد السياسي.

وبنفس هذا القلب الكبير نأمل ان تضمد الكويت جراحها تجاه العراق. فاخوتنا في العراق ينظرون اليهم بنظرة الاخ المستغيث الذي اعياه الخجل. فأبناء العراق ظلوا يعانون واطفالهم اصبحوا مقدمة الموت القادم. وبنفس التعقيد الذي يحيط بهذه القضية الا ان الكويت وشعبها قادرون على تجاوز كل ذلك ولأن الكويت دولة وشعبا راسخة في وجدان كل عربي. فليس من البعيد ان تضم ابناء العراق من جديد الى احضانها رغم مزاعم بعض الساسة ورغم فلسفة الامم المتحدة ونظرياتها العقيمة. فان الكويت فوق كل ذلك قادرة على تعليم العالم بأسره دروسا نادرة الوجود في اعادة البناء القومي العربي.

فنحن كعرب في حاجة اليوم قبل الغد لتجاوز الخلافات رغم مرارة الاحداث فالخطر يحدق بنا من كل صوب وانتزعت هيبتنا من قلوب اعدائنا رغم كثرتنا وكثرة عتادنا.