لهيب التطورات الفلسطينية قد يمتد لجبهات أخرى

TT

تعقيبا على ما نشرته «الشرق الاوسط» في عدد السبت الماضي بطرح السؤال التالي: هل الأردن في طريقه نحو فرض الأحكام العرفية لي اضافة.

إن ما يجري داخل الاراضي الفلسطينية، وما تستعمله اسرائيل من وسائل القتل والتدمير، لم يوقف الانتفاضة، بل حولها الى حرب يومية ضد اسرائيل، وها هي الانتفاضة تقترب من الاحتفال بمرور عام كامل على انطلاقتها، وهي تزداد قوة يوما بعد يوم، وتستعصي على النيل منها اكثر فاكثر، مهما كانت قوة البطش الاسرائيلية، ومهما ازداد الحصار همجية.

لقد رأت الحكومة الاردنية ان الاستمرار في فرض القوانين التي تمنع التظاهر هو الاقرب الى سلامة الوضع في الاردن وحيث ان الاوضاع الاقتصادية في الاردن تعتمد في جانب كبير منها على المساعدات والقروض العربية والدولية، وبالتالي فالتمسك بالسلام مع اسرائيل هو الخيار الانسب.

ان ما تنتظره الحكومة الاردنية الآن هو ان تجد الفرصة السانحة التي هي في يد التطورات الخارجية لتحاول اعادة ترتيب البيت الأردني، واعادة تشكيل البرلمان، وترجو ان تصل الى هذا قبل ان تفرض حالة الانتفاضة تأجيلا جديدا للانتخابات البرلمانية في العام المقبل.

وليس أمام الاردن سوى ان يكثف من مساعيه الدولية، للضغط بكل السبل على اسرائيل في محاولة لتخفيف التوتر في المنطقة، واقناع الغرب والعرب، بأن الحريق اذا امتد عبر الحدود الى الاردن فإن منطقة الشرق الأوسط بكاملها ستشكل انفجارا هائلاً لا يمكن التكهن بنتائجه، وأن من مصلحة اسرائيل ان تحاول ايجاد حل سلمي مع الفلسطينيين، قبل ان يمتد اللهيب الى جبهات أخرى.