أحزاب صارت من الماضي

TT

> تعقيبا على خبر «السودان: مرشحو رئاسة يقررون مقاطعة الانتخابات ويبدون استعدادهم للتراجع»، المنشور بتاريخ 2 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إن ما يعيب أحزابنا التقليدية هو أنها لا تتطور ولا تواكب العصر. وقد ظل مؤسسوها وقادتها أكثر ديكتاتورية من كاسترو في كوبا. وظلوا في أعلى هرم الحزب قرابة 50 عاما، لم يقدموا للسودان خلالها سوى الخلافات. وحين كانت هذه الأحزاب تصول وتجول في الساحة، كان للإسلاميين حزب صغير يقوده الترابي والصادق عبد الماجد، يسمى الميثاق الإسلامي. وكانت كل الدوائر مقفلة باسم الحزبين الكبيرين. وبعيد استيلائهما على السلطة عام 89، انضم الحزبان للمعارضة في الخارج، مما ألب عليهما الجماهير فانفضت من حولهما. تمدد الإسلاميون وسيطروا على السودان كله، رافضين دعوات باقتسام السلطة مع المعارضة. وحين تأكد لهم أن الوقت قد حان لإجراء انتخابات وإشراك المعارضة، أعلنوا ذلك بقوة ومن دون وجل، مما أحرج المعارضة كثيرا. اليوم تعالت أصوات المعارضة بتأجيل الانتخابات، أو الانسحاب منها وبطريقة مهينة، تدل على أنها صارت جزءا من الماضي.

محمد حسن شوربجي [email protected]