الأخلاق.. الاقتصاد.. الطبقة الوسطى

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «الطبقة (الوسخة)!»، المنشور بتاريخ 19 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إن الكاتب ينظر إلى التطور الاجتماعي نظرة مجتزأة، وأعني بذلك انطلاقه من دور العامل الأخلاقي واعتباره وحده المحرك الأساسي للانتقال من طبقة اجتماعية إلى أخرى، وفقا لإحدى نظريات علم الاجتماع، وطبقا لاعتقاد بعض منظّريه المثاليين كماكس فيبر ودوركهايم. غافلا عن أن البعد الاقتصادي هو العامل الحاسم، قبل عملية الانتقال وبعدها. وهي عملية تقترن بإرادة التغيير الواعية الحقيقية للعلاقات الإنتاجية في المجتمعات التي تسعى للانتقال نحو مستقبل أفضل. أما التحول الاجتماعي الذي لا رصيد له غير إعلام ديماغوجي صاخب، فلا تقوم له قائمة، ومصير شعارات إعلامه أن تظل في الفضاء بعيدا عن أرض الواقع الاجتماعي، وذلك لأنها معدة «للاستهلاك المحلي» كما يقال عنها عادة. لذا تتفاعل كل الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية في ما بينها، طبقا لطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربطها معا داخل المجتمع، حيث تؤثر وتتأثر الطبقات في ما بينها ارتفاعا أو انخفاضا، محدثة واقعا اجتماعيا جديدا. وتبقى الأخلاق قيما إنسانية رفيعة مطلوبة في التعامل الإنساني وتساعد في إنضاج التغيير الذي يتم على أساس الإنتاج الاقتصادي.

زيدان خلف محيي اللامي – روسيا [email protected]