> تعقيبا على مقال غسان الإمام «ليبرالية عربية على الطريقة الصينية»، المنشور بتاريخ 4 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن نجاح التجربة الصينية هو نجاح للنظام الرأسمالي الحر في دولة هائلة المساحة وعدد السكان. العرب في المقابل، ينبغي أن يذهبوا مباشرة إلى المصدر الرئيسي للعلم والإلهام، أي إلى التجربة الأميركية مباشرة. فأميركا مثلها مثل أغلب البلاد العربية، كانت ذات يوم، مستعمرة بريطانية، وكانت بعض مناطقها خاضعة للسيطرة الفرنسية. وقد قام الإنجليز بتقسيم أميركا إلى 13 مستعمرة، كما فعلوا في البلاد العربية التي كانت خاضعة لهم. الأميركيون قبل أن يعلنوا ثورتهم على الإنجليز، عاهدوا أنفسهم على الوحدة، وكونوا الولايات المتحدة الأميركية، وخاضوا حربا أهلية طاحنة من أجل المحافظة على اتحادهم، الذي بات أساس قوتهم الاقتصادية. فالنظام الرأسمالي بحاجه إلى تكامل الأسواق والأموال والأيدي العاملة. لهذا أقيم في ما بعد، الاتحاد الأوروبي. خلاصة الأمر، أنه من غير الممكن إنهاض الوضع العربي من دون وجود مشروع وطني على غرار المشروع الأميركي، وفشل تجربة الوحدة العربية لا يعني خطأ الفكرة.
نبيل محمود هنية - الولايات المتحدة [email protected]