عقلية عراقية انقلابية

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «طلب الفرز ثم طعن فيه!»، المنشور بتاريخ 4 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن ما يجري هو فهلوة وضحك على الذقون وسخرية من مفاهيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. عد على عد، وطعن على طعن، ومماحكات وتخريجات لا تنتهي. لعب على المكشوف، وضرب بكل الاعتبارات الوطنية والأخلاقية عرض الحائط. إنه اغتيال مبكر لقيم الديمقراطية الوليدة، الغاية منه دفع الناس إلى اليأس من جدوى العملية الانتخابية وتشويه صورتها في أذهانهم. والإيحاء بأن الواقع الذي أفرزته الانتخابات غير آمن، وغير موثوق لقيام حكومة تحافظ على مكاسب التغيير في العراق الجديد. هناك أطراف تريد الانقلاب على التغيير، وإعادة الوضع القديم عن طريق الانتخابات، وهذا ما لا يجب أن يحصل. هكذا تقول الحكومة. إذن نتائج الانتخابات أصبحت خطرا يجب التصدي له، وعدم الإقرار به. وإذا لم تكن لقلب النتائج وسيلة، فيجب تمييعها بالتسويف والمماطلة إلى حين استكمال ترتيب قلب المعادلات في أجهزة الدولة ومنها الأمنية، للتمكن من القيام بانقلاب صامت، يؤمن بقاء السلطة بيد التكتل الحكومي الحالي، حتى إن أرغم على تسليم رئاسة الوزراء.

د. يحيى الزباري (أكاديمي) - هولندا [email protected]