مخاطر «صوملة» أو «أفغنة» مصر

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «مصر.. ورطة البرادعي»، المنشور بتاريخ 11 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن الآمال انعقدت على الدكتور البرادعي باعتباره محركا للتغيير في مصر، وأملا في عودة الدولة المدنية إليها، بعد أن التهمها وحش التطرف، وغرقت في بحر الدولة الدينية. لكنه للأسف الشديد، لجأ إلى أسلوب الدولة المصرية التي هادنت الإخوان أملا في احتوائهم، وحدث العكس وخلخل الإخوان أساس الدولة المصرية، لا بسبب برنامجهم السياسي بل نتيجة استغلال ظاهرة التدين الشكلي الذي يطغى على مظاهر الحياة في مصر. وهكذا أيضا، سيكون البرادعي، بالنسبة إلى الإخوان، حصان طروادة الذي سيخترقون به الدولة من جديد. الواقع أن من يريد التغيير في مصر عليه أن يدعو إلى دولة مدنية علمانية، لا يحكمها الدين بأي شكل من الأشكال. أما غير ذلك فسيبقى معه الحال كما هو، وستسير الأمور إلى الأسوأ، ويحل الفشل وتنتقل مصر إلى واحد من النموذجين الصومالي أو الأفغاني.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]