بين ميخائيل نعيمة وهمنغواي

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «كيف تستخدم الحربة؟»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن هذا المقال البديع، يثير في النفس ذكريات قديمة تنبعث نابضة بالحياة، لأديب كبير عاش فترة ازدهار أدبية في ذلك الزمن الجميل. كنا آنذاك صغارا ننشد في ساحات المدارس من شعر المبدع ميخائيل نعيمة: سقف بيتي حديد/ ركن بيتي حجر/ فاعصفي يا رياح/ واهزئي بالمطر. الطريف في مقال عطا الله، هو إبراز التناقض الحاد بين أرنست همنغواي، الروائي الشهير والمحارب الذي مات منتحرا، وميخائيل نعيمة، الرجل المسالم في حياته العامة وفي فلسفته المعتمدة على تكريس نظرية التعايش السلمي بين البشر. وهو بذلك يختلف عن همنغواي في المنطلقات الحياتية. وثمة اختلاف آخر يميز ذلك الكاتب عن همنغواي، يكمن في عدد مؤلفاته التي تربو على خمسة وعشرين عنوانا في مختلف الفنون الأدبية، مثل كتابه «زاد المعاد» في فن المقالة، و«همس الجفون» في فن الشعر، و«اليوم الأخير» في فن القصة، و«الآباء والبنون» في فن المسرحية، و«جبران خليل جبران» في فن السيرة، و«كرم على درب» في فن المثل، و«رسائل» في فن المراسلة، وأخيرا «الغربال» الصادر عام 1923 ثم «الغربال الجديد» عام 1973 في فن النقد.

زيدان خلف محيي اللامي - روسيا [email protected]