مجاعة أفريقية مستمرة

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «المجاعة التالية» المنشور بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن المعاناة التي ذكرها الكاتب يمكن تعميمها على ربوع القارة الأفريقية برمتها. وحالات البلدان الاستثنائية القليلة التي أوردها ليست إبطالا للقاعدة، بل هي تأكيد على صحتها. المقال تعليل للداء، لكن أسباب هذا الداء أكثر مما ذكر الكاتب، مركزا على مفاسد الحكم السياسي، من بزوغ فجر الاستقلال إلى الوقت الراهن. فالمدن الأفريقية مكتظة بشبان عاطلين هجروا القرى والأرياف، وتضاف إلى هذا العامل المتمثل في إهمال الزراعة إشكالية الانفجار الديموغرافي في معظم دول القارة. فعدد السكان يفوق حجم الموارد الغذائية التي توفرها الأراضي الزراعية. ولم تقم الحكومات الوطنية، منذ 50 عاما، بفعل شيء يذكر لتوعية شعوبها بخصوص خطر الانفجار الديموغرافي. والمعاناة لن تنتهي بنهاية المجاعة الثانية أو الثالثة. المجاعة ستبقى في قلب المعاناة الأفريقية ما دامت السياسات المعتمدة قائمة على منطق الإنجاب والتكاثر البشري.

بابكر جوب - السنغال [email protected]