تركيا تتحرك حسب مصالحها

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «تركيا وعقدة البحث عن دور» المنشور بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي، أقول: أعتقد أن تركيا تدرك تماما حجم المشكلة التي يمثلها البرنامج النووي الإيراني وتعقيداتها بالنسبة للغرب وللمنطقة، وتتحرك بوعي في إطار رؤيتها السياسية للدور الذي رسمته لنفسها، على خلفية حجمها الجيوسياسي والتاريخي المؤثر. تركيا تدرك أن الموافقة الإيرانية على تبادل التخصيب لن تضع نهاية سعيدة للمواجهة بين إيران والغرب، ما دام هذا المسعى ليس سوى خطوة واحدة في طريق شاق ومعقد قررت طهران السير فيه رغم أنه يؤدي في النهاية إلى تصادم حتمي مع الغرب، علما بأن البرنامج النووي الإيراني ليس نقطة التصادم الوحيدة بين الطرفين، رغم كونه الأخطر بينها. فإيران تسعى إلى فرض نفسها بديلا للغرب في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وهذا يتعارض أيضا مع الطموحات والمصالح التركية. لذلك تحاول تركيا أن تبقي طهران والغرب معا ضمن خانة أصدقائها، بإسداء خدمة مزدوجة على طريق تخفيف التوتر بينهما.

د. يحيى الزباري - هولندا [email protected]