أميركا تقود قاطرة ضعيفة

TT

> تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «أزمة عالمية جديدة!»، المنشور بتاريخ 26 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن كل الدول الغربية غارقة في مديونية تفوق العقل والخيال، ولا تقاس إلا بقدرة البلد الإنتاجية. المشكلة قصيرة المدى كانت في المضاربة أولا حول قدرة بلد ما على السداد. وثانيا بنوك كـ«غولدمان ساكس» تحديدا، ضاربت على ما هو أخبث من ذلك، وهو قيمة المال وقت السداد، كأن يقال أقرضك على أن ترد لي بعد أربع سنوات لا سنتين، لأنني أتوقع أن تقفز قيمة عملة السداد بعد تراجع على فترتين مدتهما سنتان. وهذا محض افتراء يحاسب عليه «غولدمان ساكس». غير أن معنى المديونية يختلف جذريا من بلد كفرنسا يملك إنتاجية حقيقية، وثروة سياحية وتجارية، وقدرة على التصدير: خمور أجبان فندقة وغاسترونوميا، إلى بلد في وضع كارثي كبريطانيا، التي لا أمل لها إلا أن يكون رئيس الحكومة الجديد ديفيد كاميرون ثاتشر جديدة ويعيد تحقيق الإنقاذ الذي نجحت في فرضه المرأة الحديدية في الثمانينات. أما ألمانيا، فهي كاليابان، لا إشعاع ثقافيا ولا كاريزما جيوسياسية، بل بالعكس إرث سلبي، وبالتالي لا أمل في تحويل الإنتاجية - مع مديونيات خيالية - إلى أي نوع من أنواع القوة السياسية. وحدها الولايات المتحدة تقود القاطرة وتعمل على إضعاف الحليف الأوروبي.

رامي نابلسي - فرنسا [email protected]