لا تطلبوا الديمقراطية من عسكر

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «ماذا جرى للاختبار العراقي والعربي أيضا؟!»، المنشور بتاريخ 30 يونيو (حزيران) الماضي، أقول: إن التعريج على التجارب مهم للدراسة والاستنتاج والتعلم. المشكلة عندنا تكمن في أسلوب التناول ودراسة الواقع في بلادنا، وبالتالي صحة ودقة الاستنتاج الذي نعتمده أساسا لرسم خطط العمل الحكومي والمؤسساتي، إن وجد. الأهم من ذلك هو تهيئة الأداة التي تقود التغيير أو تتولاه. فغير الديمقراطي لا يمكن أن يطبق الديمقراطية. والعسكري لا يؤمن بالأسلوب السلمي للتغيير، وهكذا. فترى مجتمعاتنا تتحول، أو للدقة تتدحرج، من نظام معين إلى نقيضه: من العسكر إلى القومية إلى اليسار، إلى إطلاق ردود فعل دينية، تكون لها نتائج طائفية انقسامية، تلجأ كرد فعل للارتماء في أحضان الأقوى (الغرب وما يسمى بالإمبريالية). وهذا حتفنا ما شئنا إن لم نمتلك زمام مقدراتنا، وأولها الأحزاب وبرامجها ونوعيتها وديمقراطيتها وممارساتها. فهي أداة التغيير. فإن كانت مستعدة ومجهزة بعناصر وأدوات وممارسات ممتحنة، فستستحق قيادة المرحلة والبلاد، وتأخذ الجميع إلى شاطئ الأمان. تجربة العراق فوضوية وطائفية بامتياز، وهي الأكثر تعاسة في تاريخنا الحديث. لكنها غنية وثرية جدا للمتفهمين والمخططين لا الخائفين والمحبطين. فالاحتلال جاء للتدمير ولم يأت للبناء.

د. حسن العويسي [email protected]