حوار علني حول العنصرية

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «هل نحن عنصريون؟»، المنشور بتاريخ 30 يونيو (حزيران) الماضي، أقول: إن التضامن مع الذين تعرضوا للإهانة في لبنان يكون بالاستفادة مما يقدمه ذلك من دروس، تدفعنا إلى مناقشة هذا الداء الاجتماعي المعروف «العنصرية» بين السودانيين أنفسهم أولا، حيث إن العنصرية قائمة بينهم، وقادت فيما مضى وتقود اليوم إلى تقسيم بلادهم. والسودانيون يمجدون أصولهم خصوصا من ينتمون إلى العرق العربي ممن يتباهون بنقائهم العرقي. لكنهم حين يغادرون السودان إلى بلدان أخرى، يكتشفون وهمهم العنصري، وربما يصبحون ضحايا مواقف عنصرية من الآخرين ضدهم. يمارس السودانيون أشكالا من العنصرية تجاه الوافدين إلى بلادهم من جيرانهم الأفارقة من الشرق والغرب، مثل التشاديين والنيجريين والإثيوبيين والإريتريين. كما يعاني السودان من أزمات قامت أساسا على قواعد وأسس عنصرية، منها مشكلتا جنوب السودان ودارفور. ليس هذا فحسب، بل هناك أحزاب عنصرية مصرح لها بالعمل، تنشر أفكارها على الملأ في صحف يومية. أعتقد أن علينا أن نستثمر الإهانة التي تعرض لها بعض السودانيين في لبنان، والزخم الإعلامي الذي رافقها، ومن ضمنه هذا المقال المهم، من أجل فتح حوار حول العنصرية بكل أشكالها.

عمر عبد الجبار – السعودية [email protected]