تعدد الزوجات يقلل النسل ...رأى بعيد عن الواقع

TT

نشرت جريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط» في العدد 8312 بتاريخ 31/8/2001 مقالا للدكتور مصطفى محمد خوجلي تحت عنوان «تعدد الزوجات في ميزان زيادة النسل»، و المقال في جملته انتقاد لدعوة الرئيس السوداني عمر البشير التي حث فيها شعبه على زيادة النسل وذلك بالدعوة لتعدد الزوجات، وقد تابعت كما تابع غيري الصدى الاعلامي الواسع الذي لاقته هذه الدعوة.

ومع احترامي لما كتبه د. مصطفى وايماني باتساع صدره للرأي الآخر فإني أرى انه حاد تماما عن الحقيقة، حيث يقول إن تعدد الزوجات لا يزيد النسل، بل يقلل النسل وهذا رأي غريب دلل عليه بفلسفات عديدة بعيدة كل البعد عن واقع الحال، كما انه خرج لنا بنظرية فريدة، حيث يقول ان عدد الاطفال الذين تنجبهم كل من الزوجة الثانية والثالثة والرابعة لا يتعدى الاثنين او الثلاثة، ورغم عدم اتفاقي معه في هذا، لكني اقول له هذا خير وبركة يا دكتور، واطمئن الدكتور بأن تعدد الزوجات لا يجعل هناك شحا في عدد الاناث، فمن استطاع التعدد فليعدد ومن اراد واحدة فلن يعدمها، وان الزواج بثانية وثالثة ورابعة خير من داء العنوسة الذي انتشر بين الفتيات في السودان وكثير من الدول العربية، حيث انه في حال العنوسة فمعدل الانجاب صفر يا دكتور.

والامر المهم والاخير ان دعوة الرئيس عمر البشير ليست «خدمة إلزامية»، ولم يطالب الرئيس بتضمين التعدد داخل بنود الدستور السوداني، لكن هي من باب النصيحة والتناصح بين الحاكم ورعيته ومن باب الحث على عمل الخير، ولا اظن ان الرئيس قد غاب عنه ان لكل انسان ظروفه الخاصة التي تحكمه فالخطاب موجه للمستطيعين على التعدد وهذا ليس دفاعا عن البشير، لكن دفاعا عن الحق والمنطق إذ ان للرئيس حكومته ومستشاريه والناطق باسمه وهو غني عن خدماتي في هذا المجال. واتفق تماما مع الدكتور في دعوته الحكومة السودانية للاهتمام بتحسين البيئة وتقديم الخدمات العلاجية والاهتمام بمكافحة الملاريا فهي سبب اساسي في زيادة عدد الوفيات.