ثقافة الطفل وثقافة المجتمع

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «الفلوس لوحدها مش كفاية»، المنشور بتاريخ 19 يوليو (تموز) الحالي، أقول إن الكاتب أورد جزءا من الحقيقة. صحيح أنه لا يمكن شراء كل شيء بالمال، لكن لا يكفي بالمقابل، سن القانون المناسب لخلق تلك الأجواء، فالمفروض أن يتوفر وعي اجتماعي للالتزام بتلك القوانين بشكل طوعي. وثمة عامل آخر في هذا المجال، هو نوعية الثقافة التي يحملها المواطن. والثقافة هنا، لا تعني الشهادة الأكاديمية أو الاطلاع على المناهج الفلسفية والعلمية، وإنما تشمل أيضا التربية التي يتلقاها الطفل عادة. كنت ذات مرة في دمشق في منطقة باب توما، مع حفيدتي البالغة 6 سنوات، وكانت تحمل قطعة من الشوكولاته. وحين نزعت عنها الغلاف الخارجي سألتني أين تضعه. كانت تستطيع أن تلقي به على الرصيف الحافل بكل أنواع الورق والزبالة. أخذتها من يدها ووضعتها في جيبي، احتراما لتربيتها في الروضة التي علمتها عدم رمي الأوساخ في الشارع. هنا - أوسلو - يكمن الخلل، فالطفل هنا يربى على احترام الملك العام، واحترام قوانين المرور وغيرها. ويقام في المدرسة سوق لبيع المواد القديمة التي يتبرع بها الآباء، والتي يذهب ثمنها للأطفال الفقراء في أفريقيا. التربية هنا بعيدة عن فكرة التخويف من القصاص أو من أجل الثواب، إنها ثقافة المجتمع المختلفة، هذا ما لم أقرأه أو أجده في المقال.

حبيب تومي - أوسلو - النرويج [email protected]