* تعقيبا على خبر «إيران تكثف الضغوط مع لقاء حاسم بين علاوي والمالكي»، المنشور بتاريخ 21 يوليو (تموز) الحالي، أقول: إن لدى إيران ألف مبرر للتدخل في الشؤون العراقية الداخلية، لكن لا يوجد مبرر لدى أي من قادة الأطراف العراقية، باستثناء المبرر الطائفي، يجعل هؤلاء القادة منصاعين، بهذا القدر أو ذاك، لإملاءات طهران في أمور تتعلق بأوضاع بلدهم الداخلية! النظام الإيراني الحالي نظام فاشل، سياسيا واقتصاديا في الداخل، ومحاصر دوليا، ومنبوذ إقليميا، ولا يصلح أن يكون مثالا يحتذى به في أي أمر يتعلق بالسياسة، أو أن يستمع الآخرون إلى نصائحه في تأليف الحكومات أو تأسيس أنظمة الحكم. فما الذي يدعو قادة يدّعون التحرر، وينادون بقيم الديمقراطية، ويسعون إلى تأسيس دولة مؤسسات، لأن يناقضوا أنفسهم ويتنازلوا عن استقلاليتهم، ويخالفوا معتقداتهم الفكرية ومنطلقاتهم السياسية، ويضحون باستقلال وكرامة بلدهم، مجازفين بمستقبلهم السياسي وسمعتهم وعزتهم الوطنية، لمجرد النزول عند رغبة نظام همه الأوحد هو الخروج من أزماته الداخلية والخارجية، ومستعد لاستخدام الآخرين وقودا من أجل ذلك؟
د. يحيى الزباري (أكاديمي) - هولندا [email protected]