لا شعب يقبل تبديد تضحياته

TT

* تعقيبا على خبر «الخرطوم: قرار لاهاي حول أبيي لم يحل المشكلة.. وجوبا تصف الخطوة بـ(الخطيرة)»، المنشور بتاريخ 1 أغسطس (آب) الحالي، أقول إنني على يقين من أن الحكومة السودانية جانبتها الحكمة عند التوقيع علي اتفاقية السلام - وقد تنازلت عن ما لا تملك لمن لا يستحق. وهكذا وقعت على اتفاقية ظلمت الشمال إلى أقصى حد، وأرست بها (سنة سيئة) ستظل لعنة على السودان أو ما تبقى منه إلى الأبد. والحكومة تدعي أنها غير مرضي عنها في الخارج. وأن بعض الدول الصديقة لا تستطيع تقديم أكثر من ابتسامة باهتة كدليل على الصداقة. وأن السند الوحيد للحكومة هو الشعب الصابر الصامد - والمطلع على الرأي العام في الشارع السوداني يعلم أن الشعب الصامد أضحى يتململ وهو يرى كيف يجري تبديد تضحياته على مرأى منه كل صباح. وأن الفساد قد نهش جسده النحيل وجوع أبناءه وخرب بيته. في ظل هذه الظروف العصيبة يأتي قوش ليتملص من قرار التحكيم الذي ارتضوه قبل بضعة أشهر. هذا كثير وأكبر من طاقات الشعب على الاحتمال. فليس من الحكمة ولا العدل أن يضحي الشعب إلى ما لانهاية من أجل لا شيء. وهو لن يضحي بالشعب إن كان القادة لا يتحلون بالحكمة والموعظة. مروان سعيد [email protected]