من ينقذ لغتنا من الانقراض؟

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «دفاع عن اللغة العربية»، المنشور بتاريخ 17 أغسطس (آب) الحالي، أقول: إن هموم الكاتب في محلها فعلا، فالعربية وغيرها من اللغات المشابهة، مهددة بالانقراض، أو بالانحسار في أحسن الأحوال، في زاوية ضيقة. أما الترجمة التي يدعو إليها الكاتب فهي مفيدة بشكل ما، لكن ماذا عن التيار الجارف للمصطلحات والمخترعات اليومية وأين يتوجه المترجمون؟ إلى الطب مثلا، أم إلى الهندسة أم إلى العلوم الأخرى؟ إنها مهمة شاقة ومعقدة، وهي تحتاج قبل أي شيء آخر، إلى مبالغ ضخمة من أجل دعم عملية الترجمة. أمامي كمثال، الدولة التي أعيش فيها، النرويج. لغة هذا البلد محدودة ومهددة أمام زخم اللغات الأجنبية الأخرى، لا سيما الإنجليزية التي تحاول إزاحة النرويجية من معاقلها. تصرف الدولة مليارات الكرونات في سبيل منع لغتها من الموت الحتمي، وقد أفلحت في ذلك إلى حد ما. فهل دولنا العربية مستعدة لأن تقدم لنا دعما ماليا مماثلا للحفاظ على لغتنا؟ أشك في ذلك.

حبيب تومي - أوسلو - النرويج [email protected]