الحرب في عيون بلير

TT

> تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «حرب العراق و(رحلة) بلير»، المنشور بتاريخ 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن توني بلير مصر على أنه كان على صواب، وأنه أرسل قواته إلى العراق لتخليصه من الديكتاتور صدام حسين. هذا كلام يتناقض مع الواقع ومع الحقائق، والتاريخ لا يمكن تزييفه خصوصا لبشر لا يزالون يعيشونه. هم لم يأتوا لإزاحة صدام عن السلطة، فقد كان هذا تحصيل حاصل، بل أقدموا على حرب لتدمير العراق كبلد وحضارة، وتدمير شعبه وتشريده. وقد نجحوا لأنهم حطموا العراق الدولة، وقتلوا وشردوا النخبة المتعلمة لصالح إسرائيل والصهيونية العالمية. قتل من قتل وهرب من هرب ولا يزال التدمير المنهجي مستمرا. بعد ستة أشهر من الانتخابات، لا يزال العراق الديمقراطي الجديد بلا حكومة جديدة أو برلمان يجتمع، بينما يتواصل مسلسل القتل والدم ويروح ضحيته الأبرياء من الشعب المسلوبة أمواله. شعب لا تنير بيوته كهرباء ولا يجد من يداويه، ولا من يعلم أبناءه، ولا حتى مياها صالحة للشرب. بلير اعتذر للشعب البريطاني، إلا أنه لم يعتذر للشعب العراقي عن مئات آلاف الضحايا والأرامل، أو عن الدمار الهائل الذي طال كل سنتمتر في العراق.

طالب أحمد - الأردن [email protected]