تواطؤ قديم لتدمير العراق

TT

> تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «حرب العراق و(رحلة) بلير»، المنشور بتاريخ 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن غزو العراق لم يكن يوما لغزا لمن يفهم أساليب التخطيط الاستراتيجي للغرب عموما وأميركا التي تقودها أصلا مجموعة الكارتلات الاقتصادية العملاقة، التي باتت تتحكم بالخريطة السياسية للعالم أجمع حتى اليوم. إن عملية غزو العراق واحتلاله لم تكن مجرد رد فعل أو بسبب ظرف طارئ، بل جاءت تنفيذا لقرار كان قد اتخذ قبلها بثلاثة عقود على الأقل، أي منذ انتهت حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وكنتيجة فعلية لعملية قطع الإمدادات النفطية عن الغرب، والتي أطلقت جرس إنذار مبكر. لذلك فقد اتفقت الآراء على أن تسقط المنطقة كلها تحت الاحتلال العسكري المباشر. لقد تم خلق ظروف مثالية لإشعال صراع بين شعوب المنطقة. فأسهم الغرب أولا، بعملية إيصال الخميني إلى السلطة. وخلقوا، ثانيا، أسبابا للحرب بين العراق وإيران. وقاموا بإمداد الطرفين بأكثر الأسلحة فتكا وتدميرا إلى أن أنهكوا البلدين. ثم شجعوا صدام على غزو الكويت، فأعطاهم المبرر لتدمير ما تبقى من العراق من طريق الحصار الخانق تمهيدا للغزو، وخلق الفتنة الطائفية، وفتح حدود العراق لـ«القاعدة»، و«جيش القدس».

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]