ما لم نتصوره حصل

TT

> تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «دروس في حدود السياسة»، المنشور بتاريخ 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إنها السياسة حقا، لا تمتلك من الثوابت غير حروفها. كل شيء في السياسة مسموح، وكل شيء ممكن أيضا. من كان في جيلنا يظن أنه سيكون هناك سلام بين مصر وإسرائيل مثلا، وتلال الكراهية التي كانت تغطينا كانت كافية بأن تغطي العالم أجمع؟ من كان يظن أن عبد الناصر، الذي لم يكن قد أكمل الخمسين من عمره، قبل حرب 67، وكان يصول ويجول في المنطقة، ويختار من القاموس الكلمات التي تلهب مشاعر شعوبنا العربية، سيقبل مبادرة ويليام روجرز، التي تنطوي على اعتراف بإسرائيل. فمن كان أسدا هصورا يهدد بمحو إسرائيل من الخريطة، انحنى ظهره فجأة، ولحق الشيب برأسه، دلالة على مدى حساسيته كزعيم أدرك فداحة النكسة وتأثيرها النفسي على الشعوب العربية كافة وعلى شعب مصر بصفة خاصة، وأدركنا معه أن معطيات السياسة تختلف عن معطيات العلوم الهندسية، التي تفرز نتائج حتمية. والرئيس أوباما كان بعيدا عن مطبخ السياسة، لكنه حين دخله لم يجد أمامه كل الأدوات التي تمكنه من إعداد الوجبة الشهية المطلوبة، فالرجل في حيرة من أمره: هل يترك المطبخ أم يبقى فيه ويكمل الطبخة ولو بقليل من الملح؟! يحيى صابر شريف (مصري) [email protected]