مواطنون كبار في وطن صغير

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «جدول 2010»، المنشور بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: عندما يتضخم المواطنون وتتمدد أحجامهم وتتورم أطماعهم، تضيق بهم مساحة الوطن، يكبرون هم ويصغر الوطن. هكذا تسير المعادلة بالمقلوب: مواطن كبير ووطن صغير. أما في بلاد النور والعدل، فلا يوجد من هو أكبر من الوطن. في دنيا الحضارة تتنافس جميع أجهزة الدولة وجميع موظفيها وكوادرها وأطيافها السياسية والنقابية ومؤسساتها المجتمعية والخيرية، على تقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطن وجميع من هو أقل حظا في طول البلاد وعرضها. أما لدينا، فالمنافسة قائمة بين من يستطيع أن يسحب أكبر عدد من طلاب المدارس وعمال الوطن وطاقاته المنتجة وتسليحهم وعسكرتهم، أو تخديرهم بجرعات تشويه وطنية. لن ترى بلادنا التقدم ما لم تعتد على تداول المسؤولية والسلطة والقيادة بكل أشكالها ومستوياتها، بسلاسة ويسر، ويكون البقاء فيها للأصلح لا للأقوى.

ياسر نوافلة (محام) - الأردن [email protected]