انتظار سوري وخشية إيرانية

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «بل اذهب إن ذهبت دمشق»، المنشور بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن سورية لم تهاجم مفاوضات السلام الجارية، ولم تعلن تأييدها لها. وهي تتخذ موقفا صامتا الآن، في انتظار عرض جيد تتقدم به الولايات المتحدة، يمكنها من دخول المفاوضات، أو فشل العملية الجارية، أو انفجارها مبكرا على أرضية موضوع الاستيطان، أي المسألتين ستتقدم الأخرى؟ هذا ما ينبغي انتظاره، وتفهم الموقف السوري انطلاقا منه. وهذا ما يسمح أيضا، بعدم لوم سورية على موقفها. أما الموقف الإيراني، ومعه بالطبع، مواقف أتباعه وأذرعه في المنطقة، حزب الله وحماس بشكل خاص، فهو رفض المفاوضات الحالية بالكامل، وشن هجوم قاس وضار عليها، بلغ مستوى التهجم الشخصي على الرئيس عباس، ووقف الهدنة غير المعلنة بين حماس وإسرائيل، والقيام بعمليات ضد مستوطنين في الضفة، وإطلاق قذائف على إسرائيل من غزة (بصرف النظر عن الثمن الذي يدفعه المسالمون الأبرياء من أهالي غزة). وهدف إيران، كما هو معروف، إفشال المفاوضات، التي لو حققت نجاحا، فسوف تؤدي إلى تغييرات كبيرة في المنطقة، وتسمح بتفرغ الولايات المتحدة وإسرائيل لمعالجة الملف النووي الإيراني، وهذا ما تخشاه طهران.

صلاح صابر [email protected]