مفهوم آخر لتزوير الصور

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «تزوير الصورة!»، المنشور بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن أول صورة تم التقاطها كانت في عام 1826 لا في عام 1814. فقد أجرى العالم الفرنسي نيبيس أولى تجاربه التصويرية بدءا من عام 1814، لكنه نجح في التقاط أول صورة ظهرت للوجود في عام 1826. أما تزوير الصور، فلم يبدأ بالصور الشمسية التي نعرفها، وإنما بالرسم واللوحات منذ عهود الفراعنة والبابليين. وها هو تمثال أخناتون الماثل أمامنا في متحف القاهرة، وقد تم تزوير خصره وبطنه، بحيث بدا وكأنه «امرأة» حامل. رأينا ذلك أيضا في جداريات لكليوباترا لإظهارها جميلة، وحتى وجه نفرتيتي أيضا، وتمثالها الموجود في بون، يقدمان دليلين على ذلك. أما تماثيل السيد المسيح عليه السلام، فتُظهر وجهه في كل مرة بشكل مختلف حسب الشعوب التي رسمته وزمن رسمه. فهو ياباني في اليابان، وأسود في أفريقيا، وأشقر بعينين زرقاوين في أوروبا. ما أقصده أن التزوير (ويشمل العملات واللوحات وغيرها أيضا) هو سمة وجدت لدى كل الشعوب، والاعتذار ليس دليل حضارة، بل هو تقليد وعادة أكثر منه تهذيبا. لا نريد للأوروبيين والأميركيين وغيرهم أن يعتذروا عن أخطائهم أمامنا ليبدوا أكثر تهذيبا منا، من يعش في الغرب، وفي فرنسا على سبيل المثال، فسوف يشهد بنفسه أن عنصرية تعبر عن قلة التهذيب.

د. زكريا جمجوم - فرنسا [email protected]