الصدق شرط المراجعة التاريخية

TT

> تعقيبا على خبر «في مفترق الطرق (الحلقة 4): برهم صالح: طالباني اختارني لرئاسة الحكومة في السليمانية.. وكثيرون نصبوا لي الفخاخ»، المنشور بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقول: جميل أن نرى سياسيا يتحدث عن ذكريات سنوات تاريخية عصيبة مر بها العراق، لكن الحديث يجب أن يراعي المصداقية، إذ إن شهود الأحداث التي يتناولها، لا يزالون أحياء. لهذا أقول لبرهم صالح، إن قوات رئيس النظام العراقي السابق، دخلت كردستان بناء على نداء الاستغاثة الذي أطلقه رئيس الإقليم الحالي لكردستان طالبا منه نجدته وإنقاذه من قوات جلال طالباني. وثائق تلك الفترة موجودة، وجريدة «التآخي» خير دليل عليها، ويمكننا العثور فيها على صورة مسعود بارزاني في حضرة الدكتاتور السابق. صدام حسين لم يستغل الاقتتال إذن، بل كان رئيسا لجمهورية العراق ومن صلاحيات رؤساء دول العالم المحافظة على وحدة تراب بلدهم. أما بالنسبة لأحداث عام 91 وما جرى في انتفاضة مارس (آذار)، فقد كانت ضربة قاتلة لأبناء جنوب العراق، الذين قتلوا وشردوا في الوقت الذي كانت فيه القيادة الكردية تتفاوض مع رأس النظام مستغلة ضعفه. وحين سئل المام جلال، لماذا تفاوضتم مع رأس النظام في حين كانت كل الدلائل تشير إلى انهياره وسقوطه على أيدي الثوار، كان جوابه، تفاوضنا من أجل شعبنا الكردي، في حين كان الخلاص من النظام أفضل مما يسمى بمنطقه الملاذ الآمن التي أقيمت تحت الحماية الدولية. ترى من كان صاحب القرار في بقاء نظام صدام بعد عام 1990؟.

سهيل علوان - السويد [email protected]