تنازلات مقابل سراب

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «كيف خدعوا أبو مازن؟»، المنشور بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقول: نعم، الاستيطان ليس آخر المطاف، ولكنه مؤشر قوي على الرغبة في السلام. ولو علمت إسرائيل أن جميع القادة الفلسطينيين لا يرتضون إلا باسترداد كامل أرضهم، سواء كانت بمستوطنات أو من دونها، ويكون أمام الإسرائيليين إذ ذاك، خياران: إما تسليم المستوطنات للفلسطينيين من دون تعويض، أو تقوم إسرائيل بإزالتها وإزالة أنقاضها. نعم، بيد السلطة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ورفع اليد عن مطاردة المقاومين، لأن إسرائيل هي التي سعت إلى ذلك، كما أن الاستيطان بات وترا تلعب عليه إسرائيل، لذا على السلطة أن تلعب على وتر الأمن في المقابل، فهو أشد وقعا على الإسرائيليين وأكثر إيلاما. معروف أن المستوطنين أتوا من دول تنعم بالسلام والأمن، ولن يبقوا في إسرائيل إذا ما تهدد أمنهم وحياتهم. العرب ليسوا مولعين بالحرب، وقدموا مبادرة واضحة المعالم، لكن الطامع في الأرض والمياه الفلسطينية، تجاهل تلك المبادرة تماما، وعليه تحمل التبعات، وليس الفلسطينيين الذين قدموا كل شيء، في حين لم تقدم إسرائيل سوى السراب.

عمر عبد الله عمر [email protected]