الانفصاليون في طابور

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «السودان.. بكاء على اللبن المسكوب!»، المنشور بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقول: إن الحركات الانفصالية في دول العالم الثالث تتزايد بوتيرة مستمرة. وتحكم العالم اليوم قوانين حقوق الإنسان، والإثنيات في الكثير من الدول تعاني من عدم المساواة في الحقوق مع بقية المواطنين، وانفصال جنوب السودان الذي بات قريبا بالفعل، ناتج عن أفعال حكومات السودان وممارساتها، بدءا من حكومة جعفر النميري، وانتهاء بحكم البشير، الذي صدر بحقه حكم بإلقاء القبض عليه من المحكمة الدولية. وكالعادة واجهنا المحكمة بازدواجية في الموقف، فمدحناها حين أصدرت قرارها بالقبض على ميلوسوفيتش في بلغراد، واتهمناها بالكثير من التهم، حين تعلق الأمر نفسه بالرئيس السوداني. على أي حال، إن لم تسارع الكثير من تلك الدول في معاملة جميع مواطنيها على قدم المساواة في الحقوق والواجبات، فقد نشهد مسلسلا من عمليات الانفصال، في مقدمتها انفصال الأكراد في العراق وإيران وربما تركيا، وانفصال جنوب السودان ودارفور والأمازيغ في أفريقيا، والعرب والأذريين والبلوش في إيران. وعلى هذه الدول المعنية أن تجري حساباتها مبكرا قبل أن تستفحل الأمور.

كاظم مصطفى - الولايات المتحدة [email protected]