مواجهة أم انتحار؟

TT

> تعقيبا على مقال بلال الحسن «من يخرب المفاوضات.. يفكر بالحرب»، المنشور بتاريخ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول إن المواطن العربي يشعر بحيرة جراء الحالة العربية الراهنة. وعند قراءة الواقع تجد دولا عربية مرتبطة باتفاقيات سلام مع إسرائيل غير مسموح لها بالاقتراب من الحدود معها. وهناك دول عربية أخرى تعاني من أزماتها الداخلية، وهي غير قادرة على فرض سلطتها على أراضيها نتيجة للخلافات وللصراعات المسلحة داخلها. وثمة دول تريد محاربة إسرائيل بشعب فلسطين، وهي تقدّم له الشعارات المفرغة من معانيها، ناهيك عن الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني الذي يكاد يتحول إلى عاهة مزمنة. الأمور كلها متشابكة ومعقدة، ومغادرة التفاوض إلى موقف مواجهة، يمكن أن يكون انتحارا سياسيا وعسكريا. لقد عرف العرب عشرات الهزائم والانتكاسات، ما دامت غالبية دول الطوق الإسرائيلي مقيدة باتفاقيات (السلام)، أو مطوقة بقوات الطوارئ الدولية، كما هو حال لبنان، يصعب التفكير في خيار المواجهة العسكرية.

د. محمد علاري - ألمانيا [email protected]