تطرف الحب وجنون الكراهية

TT

> تعقيبا على مقال غسان الإمام «الظاهرة العيسوية في الصحافة المصرية»، المنشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن ما ورد به هو بيت القصيد؛ فأصل المشكلة لدينا يتعلق بواقع الصحافة والفكر المعارض والموافق؛ حيث لا وسطية ولا مهنية ولا حتى مصداقية. من يدافع عن نظام أو رؤية معينة يستميت في دفاعه، ويحشد أكاذيب الدنيا لتأكيد رأيه، ومن يعارض يقوم بتجريد خصومه من أية فضيلة لديهم. ما نعانيه هو تطرف في الحب وجنون في الكراهية. حتى هيكل، وهو قطب الصحافة العربية، فقد الكثير من وزنه ومكانته عندما تطرف في مسألة كرهه للسادات وحبه لعبد الناصر؛ حيث بات هذا الموضوع محورا لمعظم أحاديثه وكتاباته، حتى إننا بتنا قادرين على معرفة ما سيقوله في الحلقة التالية من أحاديثه. ولو أن هيكل وغيره من أعمدة الفكر والصحافة لدينا نأوا بأنفسهم عن هذه المهاترات والمناكفات وفصلوا الشخصي عن العام، لكانت النتائج أفضل بكثير، وكان بمقدورهم أن يشكلوا قاعدة فكرية مهنية يبنى عليها لمستقبل الأجيال المقبلة. أما والحالة تلك فما الذي سيجده هذا الجيل من أساليب الرقابة الذاتية والضمير المهني غير الذي تربى عليه أسلافه من شخصنة للموضوعات وتطرف في التوجهات؟! ياسر نوافله (محام) – الأردن [email protected]