العراق جسر لمتاعب الآخرين

TT

* تعقيبا على مقال هدى الحسيني «إيران لا تهمها فلسطين بقدر ما يهمها العراق!»، المنشور بتاريخ 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أقول: إن من الطبيعي أن تهتم إيران بالعراق أكثر من اهتمامها بفلسطين، ولو لفترة تكتيكية، لسببين: الأول أن فلسطين دولة منسية من قبل بعض العرب الذين أضاعوها، وما تبقى منها لا يتعدى الحوار والصفقات، والمحادثات لا تقدم ولا تؤخر بدليل أن العرب يعتقدون حتى الآن أن البيت الأبيض يريد مصلحتهم، وأن الحل لا بد أن يكون أميركيا. أما السبب الثاني فهو أن العراق هو الجسر الذي يمكن من خلاله بث مفاهيم الثورة الخمينية التي يريد ملالي قم وطهران نشرها، لذا سعوا إلى بناء الجسر على دعائم من الطائفية والانشقاق، لكي يتحمل نقل تلك المفاهيم، ليس إلى فلسطين وحدها، ولكن إلى الكويت والسعودية، هذا ما يخطط له الملالي، معتمدين، بشكل رئيسي، على أعوانهم وأتباعهم من الأحزاب الطائفية التي تقود العراق اليوم. وتلك حقائق، والجميع يعلم الحالة ويدركها من مختلف أبعادها. العراق حسب وجهة نظر إيران بلد انتهى دوره، واختفى من الساحة، أما أن نسمع عن دعم إيران لحزب الله أو غيره من الأحزاب، فهذا مجرد إعلام يريد القول إننا موجودون وباستطاعتنا أن نفعل ما نشاء.

د. نمير نجيب [email protected]