إرهاب يمني ماركة مسجلة

TT

> تعقيبا على مقال محمد جميح «اليمن.. مصدر الإرهاب أم ضحيته؟»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن لدى العرب مشكلة قديمة عويصة هي سبب تكرار أخطائهم ومشكلاتهم، وهي عدم اعترافهم بحقيقة أوضاعهم، وعدم معالجة النوازل التي تحل بهم بمصداقية وواقعية وشفافية واحتراف. أول ما يفكر فيه العربي عموما، هو كيفية التهوين من الحوادث والأحداث السيئة، وتفخيم وتضخيم الحسنات الضئيلة والجميلة. وهذا ما حدث في الموقف من التطرف والعنف والإرهاب. كانت باكستان - وهي الرفيق الحميم للعرب سياسة وشكلا ومضمونا - تنفي وجود «القاعدة» وطالبان على أراضيها، حتى ظهرت إمارة وادي سوات، وطالبان باكستان وليس أفغانستان و«القاعدة» فقط. واليمن ليس استثناء من ذلك، فالذي كان يذكر أي وجود لـ«القاعدة» أو التطرف في اليمن فيا ويله ويا سواد ليله، كما يقال. يستدعى السفراء وتنهال الاحتجاجات. ولم يعترف اليمن بالواقع إلا بعد هجمات «الشباب المؤمن» في الشمال، و«القاعدة» وتوابعها في الجنوب. ومن ثم بدأ تصدير العنف والإرهاب بشتى أنواعهما وأشكالهما شمالا وغربا، وصارت لهما ماركة مسجلة كتب عليها صنع في اليمن. فهل تعلم العرب الدرس الآن؟

ناصر الخطيب - السعودية [email protected]