أخطاؤه فاقت إنجازاته

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «عرفات الذي افتقدناه»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: يتوجب علينا إنصاف عرفات فعلا، وإظهار ما له وما عليه. من المؤكد أن الزعماء الفلسطينيين الحاليين لا يرقون إلى مستوى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكنه بالتأكيد لم يكن أفضل من أنجبتهم الثورة الفلسطينية. لقد أخطأ عرفات كثيرا في حياته، ومحا الكثير من إنجازاته (الاعتراف الدولي بالثورة ودخول الأمم المتحدة و..) في لحظات، عندما ذهب وفريقه إلى أوسلو سرا، يتفاوض على ما كان يجب أن يكون محل مساومات، فمنحوه قطعة أرض ومطارا وطائرة وسجادا أحمر (فأصبحت لعبته المفضلة التي لا يفارقها ليل نهار)، وحسابات مصرفية بددتها حاشيته الفاسدة. بالمقابل أعطى عرفات الإسرائيليين التنسيق الأمني، وكشف المقاومين حتى أصبحوا رهائن بيد الإسرائيليين وهم ببيوتهم. الشيء الوحيد الذي يغفر لهذا الرجل ذنوبه هو موقفه من الانتفاضة الثانية التي قدم لها الدعم ودفع ثمنها غاليا.

أبو علاء التونسي - تونس [email protected]