منذ معاوية حتى زمن مبارك

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «جمال مبارك والـ(فول غاي)»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن آليات تداول السلطة في النظام السياسي المصري انتهت بقيام حركة 23 يوليو عام 1952. بعد ذلك، لم يوص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بولاية أحد من أبنائه، وكذا فعل السادات الذي كان الرجل والرئيس الثاني في الحركة، وفي النظام السياسي الذي انبثق منها؛ هذا النظام انتهى بوفاة السادات. الرئيس مبارك يستند في شرعيته إلى توازن إقليمي ودولي معين، لهذا السبب لم تتطور آليات واضحة لانتقال السلطة. وهذا ليس عيبا في النظام السياسي المصري الحالي، وإنما يبدو أن القراءة السريعة في مستقبل الجمهوريات العربية تؤكد أنه الطريق الذي لا مفر منه في عدد منها. تاريخيا عند استقرار الأمور بعد عام الجماعة، استعار الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان ولاية العهد، وهو تقليد بيزنطي من خارج نطاق التجربة الإسلامية السابقة، لضمان استمرار حالة الأمن والسلم الاجتماعي والسياسي، تجنبا للفتنة. وأصبح ذلك تقليدا راسخا في الفكر السياسي العربي.

سالم باعشن - فرنسا [email protected]