سلطة تحاور نفسها

TT

> تعقيبا على خبر «(فتح) تقر بوجود خلافات بين عباس ودحلان»، المنشور بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تقع خارج نطاق الحوار الداخلي، وفقا لما اشترطه الرئيس محمود عباس، وشرطه هذا، يدل على ثلاثة أمور: الأول، افتراض ديمومة الرئاسة لفتح، التي تختار بالتالي، قادة تلك الأجهزة بناء على ولائهم وانتمائهم الحزبي، الأمر الذي يعيق أي تداول سلمي للسلطة. الثاني، هو الالتزام المطلق بأمن إسرائيل والتنسيق معها أمنيا، تحت إشراف الجنرال دايتون، تنفيذا لالتزامات السلطة وتعهداتها الدولية. أما الأمر الثالث، فهو التدخل الإقليمي في الشأن الفلسطيني. هذا الوضع يخلق أمورا أخرى غير معقولة، فاستمرار التنسيق الأمني أصبح غير منطقي في ظل تعنت إسرائيل وشروطها التفاوضية التعجيزية، وهي التي لم تلتزم بتطبيق ما عليها من استحقاقات، مما يجعل مطالبة حماس بحل أجهزتها الأمنية أمرا مستحيلا. محصلة هذا كله، هو سلطة فلسطينية تحاور نفسها.

د. مستور الغامدي [email protected]