الشك الذي يلاحقنا

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «هذا الحاضر هذا الموجود»، المنشور بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن مرض الشك والتشكيك هو مرض العروبة. في إيطاليا مثلا، من الممكن أن تكون علاقة مبنية على الثقة مع الإيطاليين، لكن يستحيل تكوين مثلها مع العرب. فالعربي يشك من اللحظة الأولى، ويكون على حذر دائم من الآخر. أعتقد أن السبب هو هروب العرب من بلدانهم التي تسيطر عليها المؤسسات الأمنية وجواسيس السلطة والسجون والتعذيب، حيث يلاحق الرعب المرء. وحتى لو هرب العربي إلى القطب الشمالي، فهو سيشك في سكان المنطقة من «الإسكيمو»، لاعتقاده أن حكومة بلاده، هي التي أرسلتهم متنكرين لاعتقاله. أما ما حصل مع المالكي، فكان أشبه بنكتة. فعندما قامت إحدى القنوات الفضائية باستفتاء «احتمال» تشكيل المالكي الحكومة، فقد انهالت التعليقات التي تصف المالكي بأبشع الألفاظ، وزادت النصائح الأخوية للعراقيين، والتحذيرات التي أطلقها من تحولوا إلى محللين سياسيين بارعين في قراءة المستقبل. جاء ذلك في الوقت الذي انهالت فيه تعليقات العراقيين المرحبة والمباركة. أي، وكما يقول المثل «القاضي راضٍ فما دخل المفتي في الموضوع؟»؛ أي إن عدم الثقة بالآخرين هو من صفات العرب.

سامي البغدادي – تورينو – إيطاليا [email protected]