مشروعان إسلاميان مختلفان

TT

* تعقيبا على مقال هدى الحسيني «كيف انضوت تركيا تحت مظلة الدفاع الصاروخية؟»، المنشور بتاريخ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: حين نتناول الوضع التركي، ينبغي أن نأخذ في الحسبان عوامل عدة أهمها، ثراء تجربتها التاريخية، وعمق معرفتها بالمنطقة، وسعة أفقها وبراغماتيتها السياسية ووجود مشروع وطني لا تريد أن تنشغل بأمر آخر على حسابه. لتركيا مشروعها السياسي كما لإيران مشروعها أيضا، ويتقاطع المشروعان، أحيانا، لكن تركيا لا تشعر بأن عليها أن تخوض معارك إيران بالوكالة، مثلما لا تلزم إيران نفسها إلا بمشروعها السياسي. أما تركيا، فهي ليست ليبيا التي تتبنى مشروعا سياسيا مختلفا كل يوم، ثم لا تلبث أن تضعه في الثلاجة أو في أي حفرة قريبة. فلتركيا مشروعها الديمقراطي المتنور الذي يعتبر امتدادا للعهد العلماني العلمي فيها، والذي يضمن المراجعة، وبناء المرجعيات والمؤسسات، وتداول السلطة، وتغيير الوجوه بين فترة وأخرى.

عبد الله سعيد [email protected]