انفصال يولد انفصالا

TT

* تعقيبا على خبر «أبو الغيط: انفصال جنوب السودان قادم.. ومصر لا تستطيع وحدها تأمين عدم الاقتتال»، المنشور بتاريخ 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن انفصال جنوب السودان، بدأ منذ توقيع الطرفين، الحكومة والحركة الشعبية، على اتفاقية السلام الشامل، وبانت معالمه عندما كفلت الاتفاقية أو تنفيذها للحركة الانفراد بحكم الجنوب خلال الفترة الماضية، وكذلك عبر أسماء أعضاء الحركة الشعبية الذين تولوا مناصب في الجنوب وفي الخرطوم وفي واشنطن وفي أوروبا، فهم جميعا ينادون بالانفصال، وسبق لبعضهم أن انشق عن الحركة ودخل فيما يسمى باتفاقيات السلام من الداخل، وكان من شروطها الموافقة على حق تقرير المصير (الانفصال)، ومنهم أبناء كان آباؤهم قد رفضوا اتفاقية أديس أبابا؛ لأنها لم تحقق لهم تقرير المصير، وذهبوا إلى منفى اختياري. انفصال الجنوب لن تتضرر منه مصر ولا بقية السودان ما دام هو غاية في حد ذاته سعت إليها الحركة الشعبية. السؤال هو: هل سيكون انفصال الجنوب جاذبا لبعض مناطق الشمال فتنفصل بدورها، إذا حقق الجنوبيون دولة الرفاهية والنماء والعدالة الاجتماعية بمستويات فاقت ما تحقق أو ما سيتحقق في الشمال، أم أن الأمر سينتهي بتمزق الجنوب نفسه بين الشمال والدول المجاورة له؟

حسن إبراهيم [email protected]