من أين أتى هؤلاء؟

TT

اشير الى الجزء الثاني من مقالة د. تركي الحمد الواردة في عدد «الشرق الأوسط» رقم 8342 يوم الاحد 30/9/2001 والمعنون خيار شمشون: من اين أتى هؤلاء؟

وقد لفت نظري رأي للكاتب لم اتمكن من اغفاله او ترك التعليق عليه، على الرغم من ان المقالة تضمنت العديد من الاراء التي ارى ان الرد عليها يتطلب اكثر من مجرد اسطر في صحيفة يومية.

الرأي اللافت هو قول الكاتب تعليقا على ما ذكر انه اطلع عليه في برنامج تلفزيوني من قول شيخ «اقول لاميركا أسلمي تسلمي، والا فعليك اثم الاميركيين» حيث علق على ذلك بقوله «كل السماحة المفترضة للاسلام بصفته دينا سماويا يقوم على الحب والسلام اولا، سقطت بمقولة هذا الشيخ الذي لم يستطع الا ان يكون متناغما وامينا مع جذوره الفكرية التي لقتها، حتى وان كانت متناقضة مع سماحة الاسلام ديناً»، وقوله «فان مثل هذا القول للشيخ لا يستقيم منطقا مع قول الحق سبحانه (ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا.. الاية» الى آخر الفقرة.

تعليقي هو: الا يعلم كاتب بمستوى ثقافي مفترض مثل مستوى استاذ جامعة ان مقولة الشيخ انما هي تكرار لمضمون الرسالة الثابت نصها في كتب السنة بما في ذلك صحيح البخاري والتي بعث بها رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام الى جميع الملوك في ذلك الوقت ومن ضمنهم هرقل الروم وكان مضمونها «من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى، اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين، فان توليت فانما عليك اثم كل الاريسيين (الفلاحين)، ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقل اشهدوا باننا مسلمون».

بتطبيق تعليق الكاتب على مقولة الشيخ المذكور فان مقولة محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الرسالة «تتناقض مع كل السماحة المفترضة للاسلام» الذي جاء به محمد نفسه صلى الله عليه وسلم، كما انها «لا تستقيم منطقا مع قول الحق سبحانه» في الاية المذكورة والذي انما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

ختاما، قد يؤيدني الكثير في ملاحظة ان هناك الكثير من المسلمين ممن يحاول ان يصور الاسلام ليس على الصورة الحقيقية له وانما على صورة يراها اكثر قبولا لخير المسلمين على الرغم من ان رأيهم في هذا الدين لن يتغير ايا كانت الصورة التي قدم لهم فيها.