رفع العقوبات عن السودان

TT

واخيراً وافق مجلس الامن على إصدار قرار برفع العقوبات عن السودان التي كانت تقضي بتقييد حرية حركة الدبلوماسيين واعضاء الحكومة، بعد ان نال القرار موافقة 14 دولة من اعضاء المجلس، ودولة واحدة امتنعت عن التصويت هي الولايات المتحدة الاميركية ولكن الضالعين في الأمور الدبلوماسية والسياسية يقولون ان امتناع الولايات عن التصويت يعني بالضرورة موافقتها على رفع العقوبات لانها اذا كانت رافضة لهذا القرار لكان في امكانها استخدام حق الفيتو الذي يسقط موافقة بقية اعضاء المجلس فوراً ودون نقاش. وقد اعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها سوف تبقي على عقوباتها على السودان إلا ان هذا لا يعني الكثير بالنسبة للسودان لأن العقوبات الاميركية تنصب في محاولة منع شركات النفط العالمية من الاستثمار في السودان وقد رفضت معظم الشركات العاملة في السودان الضغوط الاميركية عليها لوقف الاستثمار في السودان ومنها الشركات الصينية والكندية والماليزية. ويبدو انه لو كانت هناك شركة اميركية داخل هذه المجموعة لما صرحت الولايات بانها ستبقي على العقوبات ولكن المسألة المهمة هي شطب السودان من القائمة السوداء التي تتضمن الدول الراعية للارهاب.

ولا شك ان رفع العقوبات المفروضة على السودان منذ عام 1969 يرجع الفضل فيه الى الجهود الجبارة التي ظل السفير السوداني الفاتح عروه يبذلها لاقناع المنظمة الدولية وكافة الدول الاعضاء، ومن بينها مصر واثيوبيا، ان السودان قد استجاب لكافة قرارات مجلس الامن وانه اصبح رقماً لا يمكن تجاهله. وقد كاد الدبلوماسي البارع الفاتح عروه ان ينجح في ادخال السودان عضواً في مجلس الامن خلال العام الماضي لولا المؤامرات التي كانت تحاك وراء الكواليس وخاصة من بعض الدول الافريقية المعروفة بمواقفها العدائية ضد السودان. وقد نجح السفير السوداني في اقناع مصر واثيوبيا، وهما الدولتان اللتان اتهمتا السودان بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك، بان السودان ليس له ضلع في تلك المحاولة على الرغم من اشتراك عناصر سودانية ينتمون الى منظمة الجهاد الاسلامي في مصر وهي المنظمة التي صنفتها الادارة الاميركية ضمن المنظمات الارهابية التي يجب ان تقتلع من جذورها في اطار الحرب المعلنة ضد المنظمات الارهابية في العالم.

ومن هذا المنبر نحيي جهود المندوب السوداني الدائم لدى الامم المتحدة الذي يبذل كل ما في وسعه لرفع اسم السودان عاليا في اروقة الامم المتحدة الذي لا يدخر جهداً في سبيل عزة ومجد السودان ورفاهية شعب السودان.