ما يفعله الممانعون بشعوبهم

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «إذن.. من يضع سياسة إيران الخارجية؟»، المنشور بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إن تجربة لبنان مع حزب الله لا تختلف كثيرا عن الأسلوب الحالي المتبع من إيران تجاه السعودية مثلا. حيث يبثون من الكلام أجمله، بينما تأتي الأفعال معاكسة تماما. لو سأل سائل اللبنانيين الذين في بدايات أعمال حزب الله حملوا راياته وساندوه، وقدموا له كل الدعم المادي والمعنوي للمؤازرة، عن موقفهم من الحزب وما توصلوا إليه من نتائج، فسيجد أن نصف الشعب اللبناني، وربما أكثر من ذلك، يعتقد أن حزب الله يعتبره متآمرا عليه وعلى أنصاره وأتباعه ومؤيديه. والحزب يعمل اليوم على ضرب مصداقية كل مرجعية عليا يمكن للشعوب العربية الاستفادة منها، مثل مجلس الأمن والمحكمة الدولية، لدرجة أنه سيحاكم بنفسه المحكمة الدولية، بعد أن وصفها بالإسرائيلية. ومما يلفت النظر هنا، التلازم في التفكير المشترك، الذي يظهر وبوضوح بين الدولة العبرية، التي تسعى في كل مرة إلى تقويض جهود مجلس الأمن، وتستهدف أحيانا، عناصر الأمم المتحدة بالقنابل والرصاص والقتل والتهديد ورفض تطبيق القرارات الصادرة عنها، وإيران وأنصارها الممانعين، الذين يملكون النظرة نفسها تقريبا.

لينا شمبور - لبنان [email protected]