السودان الذي ظلم أهله

TT

> تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «السودان.. الجمهورية الإسلامية الناقصة»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن مشكلة السودان لن تراوح مكانها، بل ستبقى أطرافه تتآكل، طالما ظلت القبائل العربية تحتل أواسط السودان، تاركة أهل البلاد الأصليين من قبائل كوشية ونيلية وغيرها تعاني على أطراف الوطن وفي جنباته من التهميش والنكران. فلقد ظلت القبائل العربية تحتكر حكم السودان ولا تشرك أهله فيه، وتقوم بتحوير الصراع وإعطائه صبغة دينية تارة، وجهوية تارة أخرى. وظلت الحروب مستعرة إلى أن توصل الجميع إلى اتفاقية سلام لم تقنع الجنوبيين كثيرا، فرفعوا راياتهم مطالبين بالانفصال الكلي عن كيان لم يجدوا أنفسهم فيه. قد يرتاح الجنوبيون بنيل ما أرادوا، بينما المنادي ينادي، «يا أهل السودان، سوف نطبق نحن القبائل العربية شرع الله، فلا يخرجن علينا أحد، ولا يرفعن أحد رايات العصيان». لكن هل سينجح البشير في تجنيب البلاد انشقاقا جديدا هنا أو هناك؟

محمد حسن شوربجي [email protected]