لكن إسرائيل لا تريد السلام

TT

> تعقيبا على مقال علي سالم «جاسوس مصري مستورد من الصين»، المنشور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إنني أتفهم تماما موقف الكاتب المبدئي في الدفاع عن السلام بين العرب وإسرائيل. وأتفهم أكثر، كم يكون صاحب مبدأ كهذا محاصرا نفسيا، وربما اجتماعيا في ظروف كالتي تمر بها عملية التسوية السلمية. لكل هذا أتفهم غضب الكاتب من الكشف عن جاسوس يعمل لصالح إسرائيل، لأن هذا يرفع، ببساطة، نصيب معسكر رافضي السلام، وهذا ما لا يريده الكاتب. لكن، لماذا لا نكون واقعيين ولا نلوي عنق الحقائق بما يتفق مع أهوائنا، أو حتى مبادئنا؟ لماذا لا نقول إننا مع السلام فعلا، لكن الطرف الآخر في معادلة الصراع، محكوم لمجموعة سياسية يمينية متطرفة، تعبر عن تيار يميني في إسرائيل، واسع وآخذ في الاتساع أيضا؟ إسرائيل لا ترغب فعلا في إيجاد تسوية سلمية الآن، بحيث تدفع تكلفة لا تجد نفسها في ظرف يجبرها عليها. إننا مع السلام فعلا، لكن الطرف المقابل غير معني به. وما قاله الكاتب لا يعبر عن واقع حقيقي، بل عن رغباته هو.

صلاح صابر [email protected]